سورة يونس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


قوله عز وجل: {فَإن كُنتَ في شَكٍّ مِّمَّآ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ} هذا خطاب من الله لنبيه يقول: إن كنت يا محمد في شك مما أنزلنا إليك، وفيه وجهان:
أحدهما: في شك أنك رسول.
الثاني: في شك أنك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل.
{فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكَتَابَ مِن قَبْلِكَ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد مَنْ منهم مثل عبد الله بن سلام وكعب الأحبار، قاله ابن زيد.
الثاني: أنه عنى أهل الصدق والتقوى منهم، قاله الضحاك.
فإن قيل: فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم شاكاً؟ قيل قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ أَشُكُ وَلاَ أَسْأَلُ» وفي معنى الكلام وجهان: أحدهما:
أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره من أمته، كما قال تعالى: {يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ} الآية [الطلاق: 1].
والثاني: أنه خطاب ورد على عادة العرب في توليد القبول والتنبيه على أسباب الطاعة. كقول الرجل لابنه: إن كنت ابني فبرّني، ولعبده إن كنت مملوكي فامتثل أمري، ولا يدل ذلك على شك الولد في أنه ابن أبيه ولا أن العبد شاك في أنه ملك لسيده.
{فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} أي من الشاكّين.
قوله عز وجل: {إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: إن الذين وجبت عليهم كلمة ربك بالوعيد والغضب لا يؤمنون أبداً.
الثاني: إن الذين وقعت كلمته عليهم بنزول العذاب بهم لا يؤمنون أبداً.


قوله عز وجل: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتُ فَنَفَعَهآ إيمَانُهَا} والمراد بالقرية أهل القرية. {إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} وهم أهل نينوى من بلاد الموصل فإن يونس عليه السلام وعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام، فقالوا: انظروا يونس فإن خرج عنا فوعيده حق، فلما خرج عنهم تحققوه ففزعوا إلى شيخ منهم فقال: توبوا وادعوا وقولوا يا حي حين لاحي، ويا حي يا محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل والدة وولدها، وخرجوا من قريتهم تائبين داعين فكشف الله عنهم العذاب كما قال تعالى:
{كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وفيه وجهان:
أحدهما: أنهم تابوا قبل أن يروا العذاب فلذلك قبل توبتهم، ولو رأوه لم يقبلها كما لم يقبل من فرعون إيمانه لما أدركه الغرق.
الثاني: أنه تعالى خصهم بقبول التوبة بعد رؤية العذاب، قال قتادة: كشف عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم ولم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل.
{وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حينٍ} فيه تأويلان:
أحدهما: إلى أجلهم، قاله السدي.
الثاني: إلى أن يصيرهم إلى الجنة أو النار، قاله ابن عباس.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن الحذر لا يرد القدر، وإن الدعاء يرد القدر، وذلك أن الله تعالى يقول: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} قال عليّ رضي الله عنه ذلك يوم عاشوراء.


قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه إلا بأمر الله تعالى، قاله الحسن.
الثاني: إلا بمعونة الله.
الثالث: إلا بإعلام الله سبل الهدى والضلالات.
{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أن الرجس السخط، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه العذاب، قاله الفراء.
الثالث: أنه الإثم، قاله سعيد بن جبيرٍ.
الرابع: أنه ما لا خير فيه، قاله مجاهد.
الخامس: أنه الشيطان، قاله قتادة.
وقوله: {عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} يعني لا يعقلون عن الله تعالى أمره ونهيه ويحتمل أنهم الذين لا يعتبرون بحججه ودلائله.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11